responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 206

لكن السلفية بسبب حرصهم على سلفهم أكثر من حرصهم على رسول الله k راحوا يعقبون على ذلك، بأن السلف لم يفعلوا..وما داموا لم يفعلوا، فهذا يعني أن النصيحة التي وجهها رسول الله k لأمته بدعة، ومن التزم بها فقد ابتدع .. لأن الدين يمثله السلف لا رسول الله k.. أو هو بعبارة أخرى أكثر أدبا: الدين يمثله رسول الله k ولكن بشرط أن يكون بفهم السلف، أو بشرط أن يوافق عليه السلف.

وبناء على هذا، فقد راحوا يحذرون من هذه السنة الحميدة التي امتلأت بها مساجد الأمة، وكانت سببا في اهتمامها بالقرآن الكريم حفظا وفهما وتدبرا.

ومن الأمثلة على ذلك أن الشيخ عبد الله بن قعود وعبد الله بن غديان وعبد الرزاق عفيفي وعبد العزيز بن عبد الله بن باز، وكلهم من هيئة كبار العلماء سئلوا هذا السؤال من بعض المغاربة: (من عادتنا نحن المغاربة أن نقرأ القرآن جماعة صباحاً ومساء بعد صلاة الصبح والمغرب، فهل يعد هذا بدعة؟)، فأجابوا هذه الإجابة الخطيرة: (التزام قراءة القرآن جماعة بصوت واحد بعد كل من صلاة الصبح والمغرب أو غيرهما بدعة، وكذا التزام الدعاء جماعة بعد الصلاة، أما إذا قرأ كل واحد لنفسه أو تدارسوا القرآن جميعاً كلما فرغ واحد قرأ الآخر واستمعوا له فهذا من أفضل القرب)[1]

وهذا للأسف ـ قصدوا أو لم يقصدوا ـ نوع من التنفير من قراءة القرآن الكريم، لأن تلك العادة كانت سببا في انتشار تلاوة القرآن الكريم في المغرب العربي، واهتمامهم به وبحفظه، لكن إزالة هذا وغيره قد ساهم في النفور منه، والرغبة عن حفظه.

ولو أننا طبقنا المقاييس التي اعتمدوا عليها في هذه الفتوى، لوجدناهم يتناقضون معها تناقضا تاما.


[1] مجموع فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية - المجلد الخامس والعشرون (العقيدة)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست