responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 117

وذلك غير صحيح .. لأنه لا يوجد علم في الدنيا وقع فيه الخلاف كما يوجد في علم الحديث، فهم يختلفون في الرواة قبولا ورفضا، ويختلفون في شروط القبول، ويختلفون في تطبيق الشروط، ويختلفون في اشتراط الاتصال وعدم الاتصال.. وهكذا نجد اختلافهم في كل جزئية من أجزاء السند.. فكيف بعد هذا يتصورون أنهم قد استطاعوا تمييز الصحيح من الضعيف.

والشيء الوحيد الذي استفادوه من كثرة تلك العلوم التي ربطوها بالحديث هو احتكار الحديث لأنفسهم، حيث راحوا يعقدون مسائله، ومصطلحاته، وطرق التعامل معه، حتى لا يبقى في الحلبة غيرهم، فإذا ما نوقشوا في مسألة أوردوا حديثا، راحوا يتكلمون في سنده، ويتصورون أنهم بإثباتهم لصحته ـ على حسب المنهج الذي اعتمدوه ـ يكونون قد قضوا على حجة المخالف لهم.

وهم يمارسون في ذلك كل أنواع التضليل والمغالطات، بل إننا لو دققنا في طريقة تعاملهم مع الرجال والأسانيد، وتصحيح الأحاديث وتضعيفها، لوجدنا هذا العلم هو الأداة التي يمارسون بها الاحتيال لتصحيح ما يشتهون، وتضعيف ما يشتهون.

فمن أكبر المغالطات المرتبطة بالسند، والتي كانت سببا في اختلاط حديث رسول الله k مع أحاديث الكذابين والوضاعين والخرافيين والدجالين هو ذلك الاحتقار الذي مارسه العقل السلفي مع شروط الرواية، مقارنة بالشروط التي جمع بها القرآن الكريم، مع أن كليهما واحد من جهة الدور الذي يؤديه، فالقرآن يعطينا عقائد وفقها، وكذلك السنة المطهرة..

لكن السلفية مع اعتقادهم بهذا، بل اعتقادهم بأن السنة حاكمة على القرآن، إلا أنهم تساهلوا في الشروط المرتبطة بها، فاعتبروا أحاديث الآحاد الغريبة في إثبات كل شيء، حتى لو خالفت تلك الأحاديث القرآن والعقل والفطرة وكل حقائق الوجود.

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست