responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 474

سبحانه، فإنّ هذا يمنحها ضمان الإجراء والتجسّد في المجتمع لارتباطهابعوامل التشويق إلى الثواب والتحذير من العقاب، وإلا فلن تعدو مجموعة نصائح شخصية أو مدرسية، ما أسرع ما تتهاوى أمام ضربات معاول الشهوة الثائرة.

ومجموع ما ذكرناه يدلنا على أن مهمة هداية الغرائز والفطريات، الّتي تصنع من الإنسان موجوداً عارفاً بالنُّظُام، مؤمناً بالمناهج، مجرياً لها في ليله ونهاره، وسّره وإعلانه، لا تتم إلا بيد رسل مبعوثين من جانب خالق البشر، بمناهج كاملة أنزلها إليهم، وحفّها بدوافع الطاعة من المغريات بالثواب والمحذّرات من العقاب.

2 ـ الأدلة العقلية الخاصة:

بناء على ما سبق؛ فقد ظهرت الحاجة إلى البحث عن المصاديق الذين تتوفر فيهم الخصائص الكافية للقيام بهذا الدور، وطبعا فإن أي إنسان لا يمكنه أن يقبل ادعاءات الآخرين بلا دليل يثبتها، وإلا خالف فطرته، كما قال ابن سينا: (من قبل دعوى المدعي بلا بيّنة وبرهان، فقد خرج عن الفطرة الإنسانية)

وبناء على هذه ظهرت الحاجة إلى وضع ضوابط تحمي هذه الوظيفة الخطيرة التي يتوقف عليها فهم كل حقائق الوجود وأنظمته وقوانينه وقيمه، ثم تطبيقها على جميع من يدعي النبوة، لتمييز الصادق من الكاذب، والمحق من المبطل.

والفرق بين المؤمنين في هذا وبين غيرهم، هو أن المؤمنين التمسوا طرقا علمية للتحقيق، يوافق عليها العقل والفطرة، بينما راح الملاحد والربوبيون يحكمون حكما عاما على كل مدعي النبوة بناء على أخطاء وجدوها، وهذا خلاف ما يقتضيه المنهج العلمي.

ومن الضوابط التي وضعها العلماء لإثبات صحة النبوة:

أ ـ ادعاء النبوة:

فلا يكفي أن يكون الشخص مشهورا أو عظيما في عيون الناس حتى نعتبره واسطة

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 474
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست