responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 422

ذلك أنه يمثّل شبكة اتّصال داخلية تعينه على التواؤم مع البيئة المحيطة به، وهو جهاز حساس، ولذلك جعل الله أهم عناصره وأكثرها حساسيّة داخل الجمجمة، محمية بهذه العظام الصلبة، وداخل العمود الفقري لحمايتها من الصدمات.. وهو فوق ذلك كله آلة صممت ليكون من أهم وظائفها حماية الإنسان من أذى العالم الذي يحيط به.

وقد دلت الكشوفات العلمية المرتبطة بهذا الجهاز على قدرته على إسكات صوت الألم الصارخ عند الحاجة؛ ذلك أن الجهاز العصبي الطرفي قد يرسل رسالة الألم إلى النخاع الشوكي الذي يوجهها إلى الدماغ لتفسيرها كألم مزعج، لكنّ الدماغ يقوم بتحريف الرسالة حتى لا تتحوّل إلى مفهوم ألميّ، وهو ما يظهر في أرض المعركة أو عند أهل الرياضات الروحية.

ومن وسائل الرحمة الإلهية المخففة للألم، والتي تدل على علم الله بألمنا، وفي نفس الوقت علمه بكيفية تخفيفه، مادة [الإندروفين] الناقلة للإشارات بين الأعصاب، وهي موجودة في أكثر من موضع في البدن، ويتمّ فرزها تبعًا للمؤثرات الخارجية، وهي تتعامل أساسًا مع المستقبلات في الخلايا الموجودة في الدماغ.. ودورها هو حبس الألم وجعلنا نحس بالمتعة بأنواعها.. بالإضافة إلى إشعارنا أنّنا أخذنا نصيبًا كافيًا من الأمور الممتعة.

أما التساؤل المنجر عن هذا، وهو تلك الآلام الشديدة التي لا تطاق، ولا تخفف، فمع إقرارنا بوجودها إلا أنه ـ كما يقول الطبيب (براند) ـ لا يمثّل غير 1 بالمائة من الآلام التي نشعر بها، أما الآلام الأخرى فمن الممكن علاجها بأكثر من سبيل.

وقد ذكر الفيلسوف [سونبرن] إلى أنّ الله برحمته قد خفّف الألم الشديد على الإنسان بوجهين عظيمين.. أحدهما: أن الألم إذا وصل إلى درجة تفوق طاقة الإنسان على التحمّل؛ يفقد الإنسان وعيه، ويذهب معه شعوره بالألم.. والثاني: أن الموت ينهي آلام الإنسان، خاصة إذا أصاب الإنسان الهرم، وضعفت مناعته عن تحمّل الأمراض والأوجاع.. وبذلك

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 422
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست