responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 413

فعلًا، ولا يتسمّى باسمه بوجه من الوجوه، وإنّما يدخل في مفعولاته بطريق العموم.

حتى إبليس نفسه ـ وهو من الإشكالات التي يستشكل بها في هذا الباب ـ فإنه ليس شرا محضا، بل إن النظر في قصته كما وردت في القرآن الكريم تبين أنّ الله تعالى لم يخلق إبليس ليضلّ الناس، وإنّما خُلق كما خلق البشر للعبادة، غير أنّه اختار أن يتكبّر على أمر الله بالسجود لآدم، ورضي لنفسه طريق الضلالة والإضلال.

بالإضافة إلى ذلك، فإن لوجود إبليس، على ضلاله، حكمٌ جليلة يصعب استقصاؤها، أشار ابن القيم إلى بعضها بذكره[1]:

1. أنّ وجود إبليس يكمل لرسل الله وأوليائه مراتب العبودية بمجاهدة عدو الله وحزبه، ومخالفته ومراغمته في الله، وإغاظته وإغاظة أوليائه، والاستعاذة به منه، والإلجاء إليه أن يعيذهم من شره وكيده، فيترتب لهم على ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية ما لم يحصل بدونه، ومعلوم أن الموقوف على الشيء لا يحصل بدونه.

2. خوف الملائكة والمؤمنين من ذنبهم بعد ما شاهدوا من حال إبليس ما شاهدوه، وسقوطه من المرتبة التكريمية إلى المنزلة الإبليسية، يكون أقوى، وأتم.

3. جعل سبحانه إبليس عبرة لمن خالف أمره، وتكبّر عن طاعته، وأصرّ على معصيته، كما جعل ذنب أبي البشر عبرة لمن ارتكب نهيه، أو عصى أمره ثم تاب وندم ورجع إلى ربه. فابتلى أبوي الجن والإنس بالذنب، وجعل هذا الأب عبرة لمن أصر وأقام على ذنبه، وهذا الأب عبرة لمن تاب ورجع إلى ربه.

4. حال إبليس محك امتحن الله به خلقه ليتبين به خبيثهم من طيبهم، كما جعل أنبياءه ورسله محكًا لذلك التمييز، فأرسله الى المكلفين وفيهم الطيب والخبيث، فانضاف الطيب


[1] ابن القيم، شفاء العليل في مسائل القدر والحكمة والتعليل، ص467-469.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 413
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست