responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41

وهذا شرح مختصر لبعضها، ومن شاء التفاصيل، وكيفية الاستعمال، فيمكنه الرجوع لكتاب [الهاربون من جحيم الإلحاد]

1 ـ برهان الفطرة:

وهو البرهان المستند لذلك الإيمان الجبلي الموجود في الفطرة الإنسانية الطاهرة التي لم تتلطخ بأوزار المادية، ولم تتدنس بدنس الكبرياء والغرور والعجب الذي أصاب أصحاب الفكر المادي، والذي أشار إليه قوله تعالى عند خطابه للإنسان في عالم الذر: ﴿ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 172]

ونظم هذا الدليل هو أن الإنسان لو ترك وذاته، بدون معلم أو مربي، فإنّه يشعر في أعماق نفسه، وبما أودعه الله في خلقته بأنّ لهذا الكون خالقا خلقه، ومكوناً كونه، ومبدعاً أبدعه، ومدبراً دبره هذا الشعور نابع من فطرته وذاته وليس مما تعلمه من والديه وأهله، يولد معه، وينمو معه، ويبقى معه لا يتغير بتغير الظروف، ولا يمكن انتزاعه من نفسه، لأنّه جزء لا يتجزأ منها، فكما أنّ غرائز الإنسان ذاتية له لا يمكن فصلها عنه ولا تحتاج إلى تعليم معلم، وكما أنّ عواطف الإنسان وأحاسيسه جزء من خلقته وكيانه البشرى، فإنّ شعوره الفطري الذاتي يدفعه دائما إلى الإيمان بأنّ لهذا الكون خالقاً ومدبراً وربّاً.

و لو افترضنا إنساناً يولد في الصحراء بعيداً عن تعليم الأهل والمجتمع، ثُمّ يكبر هذا الإنسان حتى يبلغ سنّ الرشد، فإنّه كما يعرف غرائزه وأحاسيسه، فسيعرف أنّ له ربّاً وخالقاً، خلقه وأوجده من العدم، وكما يعرف أنّه يحتاج إلى الطعام لسدّ جوعه، وإلى الشراب لإرواء عطشه، فإنّه ليعرف كذلك من خلال فطرته بأنّه بحاجة إلى خالق لخلقه، وموجد له يوجده من العدم، أنّه يبحث بذاته ويتساءل من أين جاء؟ والى أين سيذهب؟ ولماذا هو في هذه الدنيا؟ ولابدّ أن يكون له خالقاً خلقه وكوّنه وأبدعه، فهو يؤمن بوجود خالق يتوجه إليه في حاجاته وخصوصاً عند الشدائد بدون حاجة إلى من يعلمه ذلك.

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست