responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 387

ومثله الفيلسوف (مايكل مارتن)، فقد قسم في كتابه [الإلحاد: تبرير فلسفي] الذي نشره عام (1990م)، وهو من أقوى المؤلفات في هذا الباب،الطروحات الإلحادية إلى قسم، قسم خصصه للردّ على ما يستدلّ به المؤلّهة، وقسم كامل خصصه لحجيّة وجود الشرّ، والإستدلال به على نفي وجود الخالق.

ومع الاهتمام بهذه المعضلة في الفكر الإلحادي في جميع فترات التاريخ إلا أنها لاقت استحسانا كبيرا منذ عصر النهضة الأوروبية إلى اليوم لأسباب كثيرة أهمها الاهتمام الزائد بالحياة ومرافقها والانشغال بها عن البحث عن الحقائق الكوينة..

أو ما عبر عنه بعضهم عند وصفه لعصر التنوير بكونه العصر الذي انتقل فيه الإنسان من السؤال [لماذا نعيش؟] إلى سؤال [كيف نعيش؟]، واحتلّت فيه [وسائل الحياة] مكان [أغراض الحياة]، لتصبح الأرض هي منتهى بصر الإنسان، ونهاية طموحاته.

وقد عبر عن هذه الخاصية في الفكر الإنساني الحديث، والغربي خصوصا [س. إس. لويس] بقوله: (المشكلة الجوهريّة للحياة الإنسانية عند الحكماء في القدم هي التوفيق بين الروح والحقيقة الموضوعية، وكان الحلّ متمثّلًا في الحكمة، وترويض النفس، والفضيلة، أمّا العقل الحديث فيرى أنّ المشكلة الجوهرية هي إخضاع الحقيقة لرغائب الإنسان)[1]

وعبر عنها عالم الأعصاب والمحلّل النفسي النمساوي [فكتور فرنكل] بقوله: (للكثير من الناس اليوم وسائل للحياة، غير أنهم يفتقدون معنى يعيشون لأجله)[2]

وذكر أن الإنسان الأمريكي المترف، والذي لا يمثّل من مجموع سكان الأرض غير 5 بالمائة يستهلك 50 بالمائة مما يستهلكه البشر جميعًا من الأدويّة، لكنّه لم يفلح مع ذلك في التعامل مع الألم الذي صار مصدر ذعر وهدم لحياته، وأدّى به إلى إدمان الخمر


[1] C. S. Lewis, The Abolition of Man (HarperCollins e-Books, 2014), p.77..

[2] Frankl , The Unheard Cry for Meaning (New York: Simon & Schuster, 1978), pp. 20–21..

نام کتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست