responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 298

مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة وخارجة عن هذا المرور الزمني المستمر ـ أي على عتبة خلود ـ ولو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبدا، ولا نصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئا.

وهي نتيجة مذهلة تعني أن هناك جزءا من وجودنا خارجا عن إطار المرور الزمني، وهو الذي يلاحظ الزمن من عتبة سكون ويدركه دون أن يتورط فيه، ولهذا لا يكبر، ولا يشيخ، ولا يهرم، ولا ينصرم.. ويوم يسقط الجسد ترابا سوف يظل هذا الجزء على حاله حيا حياته الخاصة غير الزمنية، هذا الجزء هو الروح.

كنا مندهشين لكل ما يقول، لكننا نجد فيه قوة في الاستدلال لا يمكن رفضها بسهولة..

استأنف صاحبنا المؤمن قوله، وهو يشير إلينا جميعا: كل منا يستطيع أن يحس بداخله هذا الوجود الروحي على صورة حضور وديمومة وشخوص وكينونة مغايرة تماما للوجود المادي المتغير المتقلب النابض مع الزمن خارجه.

هذه الحالة الداخلية التي ندركها في لحظات الصحو الباطني، والتي يمكن تسميتها حالة حضور.. هي المفتاح الذي يقودنا إلى الوجود الروحي بداخلنا، ويضع يدنا على هذا اللغز الذي اسمه الروح...

سكت قليلا، ثم قال: دليل آخر على طبيعتنا الروحية، وهو شعورنا الفطري بالحرية، ولو كنا أجساما مادية ضمن إطار حياة مادية تحكمنا القوانين المادية الحتمية لما كان هناك معنى لهذا الشعور الفطري بالحرية.

طاقات الروح:

خرجنا من عنده.. ونحن نختلف عما كنا عليه، وقد سلك كل واحد منا بعد ذلك

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست