responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 155

ولذلك نلاحظ أن العنوان الفرعيّ الذي أعطاه لكتابه [أصل الأنواع] يلخّص تلك الرّؤية وهو [أصل الأنواع بواسطة التّكيّف الطّبيعيّ، أو المحافظة على السلالات المفضلة في الصّراع من أجل الحياة]

بالإضافة إلى ذلك، اعتبر داروين المعركة من أجل البقاء منطبقة على السلالات البشريّة.. وطبقًا لهذا الادعاء، كانت [السلالات المفضلة] هي المنتصرةً في الصّراع.

والسلالات المفضلة، من وجهة نظر داروين طبعا، هم الأوربّيّون البيض.. أما السلالات الإفريقيّة أو الآسيويّة فقد تخلّفت في الصّراع.. بل ذهب إلى مدى أبعد، حين اعتبر أن هذه السلالات ستفقد قريبًا أثناء عملية الصّراع من أجل البقاء، وبالتالي سيختفون.

قلت: وهل ترى أن هذه كاف في الدلالة على فضل مالتوس على دارون؟

قال: أجل.. بل فضله على البشريه جميعا.. فلولا تلك النظرية لما تمكن البشر من التحضر والتطور الذي نراه.

***

بينما نحن كذلك إذ دخل علينا صديق لنا كان سميا لـ [ربرت سبنسر[1]].. صاحب شعار [البقاء للأصلح]، وهو يقول: لا ما لتوس.. ولا داروين من قدما تلك الخدمة للبشرية.. بل إن الذي قدمها هو سميي [ربرت سبنسر]، فهو الذي حولها من مجرد نظرية علمية إلى نظرية أيديولوجية كانت لها آثارها الكبرى بعد ذلك في تنقية العنصر البشري من كثير من الشوائب الضارة.

قلت: صدقت.. فـ [ربرت سبنسر] صاحب تلك المقولة، وهو صاحب نظرية


[1] ربرت سبنسر (1820، 1903): فيلسوف بريطاني، مؤلف كتاب [الرجل ضد الدولة]، وهو أحد أكبر المفكرين الإنجليز تأثيرا في نهاية القرن التاسع عشر، وهو الأب الثاني لعلم الاجتماع بعد أوجست كونت الفرنسي، اشتهر بنظريته عن التطور الاجتماعي.

نام کتاب : الحياة تصميم لا صدفة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 155
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست