responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81

أصحاب النفوس الطاهرة، والقلوب الخاشعة، والأرواح السامية.

قلت: لم أفهم.. أو لم أعقل.. هل يمكن أن توجد براهين بهذا النوع؟.. وهل هناك من العقول من يسلم لها؟

قال: أجل.. وقد وجد ذلك في كل فن من الفنون.. ألست ترى ملايين طلبة العلم في الدنيا، لكن لا ينبغ منهم إلا العدد المحدود؟

قلت: ذلك صحيح..

قال: فما دامت عقولهم واحدة.. فكيف اختلف النبوغ فيهم؟

قلت: هناك أسباب كثيرة.. فبعضهم يفكر تفكيرا غليظا كثيفا محدودا.. وبعضهم يفكر تفكيرا رقيقا عميقا واسعا.. وهم الثلة القليلة من أصحاب العقول الذين نسميهم عباقرة.

قال: فهكذا الأمر مع الحقائق الإيمانية.. فهناك من يحتاج إلى الأدلة الكثيفة التي تحاول أن تزيل الغشاوة عن عينيه، وقد تفلح ولا تفلح.. وهناك من يكون مبصرا، لا غشاوة على عينيه، ولذلك لا يحتاج إلى أي أدلة، لأنه مبصر بالفطرة أو الاكتساب.

قلت: لقد ذكرتني بقدرات بعض العقول في الحساب.. حيث أنه تلقى إليه المسائل العويصة الصعبة، فيحلها في طرفة عين، وكأنه يراها بأم عينيه.. وهناك من يبذل جهدا كبيرا في حلها، ويستعمل كل ألوان الأقلام، ومع ذلك قد يخطئ في حلها.. لكن كيف يخاطب هؤلاء غيرهم؟.. وكيف يثبت هؤلاء لغيرهم ما ثبت لهم؟

قال: لكل قوم لغتهم الخاصة بهم.. ولذلك ترى من لم ينجذب عقله للبراهين القاطعة، لكنه ما إن يسمع المعاني الرقيقة حتى يذوب فيها.. وينتقل مباشرة من الإلحاد إلى الإيمان.. ومن الغفلة إلى اليقين.

قلت: أتعني أن الأدلة العقلية ليست وحدها براهين المعرفة الإلهية؟

قال: وهل عرف سحرة موسى عليه السلام ربهم وسجدوا له وضحوا بأنفسهم في

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست