responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189

ولا أزال أذكر تلك المعاناة النفسية التي كانت هي الأخرى تلاحقني عند كل ثناء يثنى علي، أو مديح أمدح به.. لقد كنت أقول لنفسي الجاحدة الممتلئة بالكبر: ألا يخجلك أن تفتخري بتلك المخترعات البسيطة التي توصلت إليها في نفس الوقت الذي تجحدين فيه من صمم كل تلك الاختراعات التي لا حدود لها، بما فيها عقلك الذي تفتخرين به؟

وكنت أقول لها: أليس كل ما اخترعته لا يعدو أن يكون تقليدا لما وجدته في الطبيعة من مخترعات مصممة تصميما دقيقا لا حدود له.. فهل كنت تقلدين أعمى أبكم أصم.. وهو تلك الطبيعة.. أم أنك كنت تقلدين صنعة عليم لطيف خبير؟

***

في تلك الأيام كان لي صديق نصوح، هو الآن بيننا، ربما كان الوحيد الذي صحبني بصدق، فلم يكن يطلب مني مالا ولا جاها ولا أي غرض من أغراض الدنيا.. كان يصحبني فقط ليستفيد من علمي، واستفيد من حكمته.. وكان ما استفدته منه أكثر مما استفاد مني.. فقد فارقه ما استفاده مني، وبقي ما استفدته منه.

في ذلك اليوم الذي حكيت له فيه همومي، قال لي: ما ذكرته من تساؤلاتك صحيح وطبيعي، وهو يدل على أن فطرتك لا تزال سليمة.. لقد فكرت قبلك كثيرا في مثل هذه الأمور، ووصلت[1] إلى أن كل المخلوقات الموجودة على سطح الأرض، بما فيها نحن البشر، ليست سوى تصميم فريد ممتلئ بالغرابة.. وبما أن كل تصميم لا بد له من مصمم.. فالنتجية الطبيعية لتينك المقدمتين الضروريتين هي أنه لا بد لهذه الخلائق من خالق خلقها وقت ما يشاء، وحفظ بقاءها بقوة وحكمة مطلقة.

قلت، وأنا لا أزال تحت إصر تلك الفلسفات المادية التي شربناها مع الحليب في


[1] انظر: التصميم في الطبيعة: هارون يحيى، ترجمة:أورخان محمد علي.

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست